شهدت الساحة الأوروبية لكرة القدم واحدة من أكثر المواجهات إثارة في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، عندما التقى فريق ليفربول الإنجليزي مع باريس سان جيرمان الفرنسي على ملعب "أنفيلد" الشهير. المباراة التي بدأت بحذر وانتهت باللجوء إلى ركلات الترجيح، شهدت أداءً قويًا من الفريقين، لكنها انتهت بتأهل باريس سان جيرمان إلى ربع النهائي بعد الفوز بركلات الترجيح بنتيجة 4-1.
بداية حذرة: استحواذ وهجوم مضاد
بدأت المباراة بحذر واضح من كلا الفريقين، حيث اعتمد باريس سان جيرمان على التمريرات القصيرة والاستحواذ بهدف السيطرة على مجريات اللعب وتقليل الضغط المتوقع من ليفربول. بينما حاول ليفربول استخدام الضغط العالي منذ الدقائق الأولى لاستغلال عاملي الأرض والجمهور، حيث كان واضحاً أن الفريق الإنجليزي يسعى لحسم المباراة مبكرًا.
الدقائق الأولى كانت مليئة بالمحاولات من الجانبين، لكن دون أي فرص خطيرة على المرمى. ليفربول حاول اختراق الدفاع الباريسي عبر الجناحين، بينما اعتمد باريس سان جيرمان على الهجمات المرتدة السريعة بقيادة نجمه كيليان مبابي.
الشوط الأول: هدف رائع لباريس سان جيرمان
في الدقيقة 12، جاءت اللحظة الأولى التي غيرت مجرى المباراة، عندما سجل عثمان ديمبيلي هدفًا رائعًا لصالح باريس سان جيرمان. الخطأ بدأ من دفاع ليفربول، حيث لم يتمكن جو غوميز من التعامل مع الكرة بشكل صحيح، مما أعطى الفرصة لكيليان مبابي لإرسال تمريرة دقيقة إلى ديمبيلي داخل منطقة الجزاء. لم يتردد ديمبيلي في تسديد الكرة بقوة في الزاوية البعيدة لمرمى الحارس أليسون بيكر، ليمنح فريقه التقدم.
بعد الهدف، حاول ليفربول العودة إلى المباراة عبر محاولات متعددة من محمد صلاح وداروين نونيز ودومينيك سوبوسلاي، لكن دفاع باريس كان صلبًا بقيادة ماركينيوس وسكرينيار. كما أن الحارس جيانلويجي دوناروما كان في حالة تركيز تام، حيث تصدى لعدة محاولات خطيرة من لاعبي ليفربول ومنعهم من تحقيق التعادل.
الشوط الثاني: ضغط ليفربول وإلغاء هدف التعادل
مع بداية الشوط الثاني، زاد ليفربول من ضغطه الهجومي، حيث أصبح واضحاً أن الفريق الإنجليزي لا يزال يؤمن بإمكانية تعديل النتيجة. في الدقيقة 58، نجح دومينيك سوبوسلاي في تسجيل هدف التعادل لليفربول، لكن الحكم ألغاه بعد العودة إلى تقنية الفيديو (VAR) بسبب تسلل داروين نونيز في بداية الهجمة. هذا القرار أثار جدلًا كبيرًا بين جماهير ليفربول، الذين اعتبروا أن القرار كان قاسيًا وغير عادل.
لم يستسلم ليفربول رغم إلغاء الهدف، حيث قام المدرب يورغن كلوب بإشراك ديوغو جوتا وألكسيس ماك أليستر لتعزيز القوة الهجومية. ومع ذلك، نجح باريس سان جيرمان في امتصاص الضغط وأبعد الخطورة عن مرماه بفضل التنظيم الدفاعي المحكم الذي أظهره الفريق طوال المباراة.
الأشواط الإضافية: تحفظ دفاعي وضغط محدود
بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، انتقل الفريقان إلى الأشواط الإضافية. ومع ذلك، لم تشهد هذه الأشواط أي فرص خطيرة، حيث بدا الفريقان مرهقين للغاية. اعتمد كلا المدربين على التحفظ الدفاعي، مما أدى إلى اللجوء إلى ركلات الترجيح لتحديد المتأهل.
ركلات الترجيح: باريس سان جيرمان يتألق
في ركلات الترجيح، ظهر الفارق الكبير بين الفريقين. بدأ ليفربول بضربة نونيز التي أهدرها، بينما نجح كيليان مبابي في تسجيل الركلة الأولى لباريس سان جيرمان، رغم أن أليسون تصدى لها في البداية. ومع ذلك، أمر الحكم بإعادة الركلة بسبب تقدم أليسون عن خط المرمى، ليسجلها مبابي بنجاح في المحاولة الثانية.
واصل باريس سان جيرمان التألق في ركلات الترجيح، حيث سجل فيتينيا وديمبيلي وماركينيوس جميع ركلاتهم بنجاح. بينما أهدر ليفربول ركلة ثانية عبر كيرتس جونز، ليحسم باريس سان جيرمان التأهل بنتيجة 4-1.
أبرز أرقام المباراة
- الاستحواذ : 🔴 ليفربول 52% – 🔵 باريس سان جيرمان 48%
- التسديدات : ليفربول 15 (5 على المرمى) – باريس سان جيرمان 9 (3 على المرمى)
- الركلات الركنية : ليفربول 6 – باريس سان جيرمان 3
- البطاقات الصفراء : ليفربول 2 – باريس سان جيرمان 1
تصريحات ما بعد المباراة
🎙️ يورغن كلوب (مدرب ليفربول) : "قدمنا مباراة رائعة، لكن كرة القدم أحيانًا تكون قاسية. الحكم كان قاسيًا في بعض القرارات، لكن علينا المضي قدمًا والتركيز على الدوري الإنجليزي."
🎙️ لويس إنريكي (مدرب باريس سان جيرمان) : "لعبنا بذكاء شديد، كنا نعرف أن ليفربول سيضغط بقوة، لذلك ركزنا على الدفاع والهجمات المرتدة، وأعتقد أننا نستحق التأهل."
ماذا بعد المباراة؟
✅ باريس سان جيرمان يتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وينتظر قرعة الدور القادم لتحديد منافسه. ❌ ليفربول يودّع البطولة ويركز على المنافسة في الدوري الإنجليزي والدوري الأوروبي.
ختاماً: مستقبل الفريقين
ليلة أنفيلد كانت مليئة بالإثارة والمفاجآت، حيث أثبت باريس سان جيرمان أنه فريق قادر على المنافسة على أعلى المستويات. بالنسبة لليفربول، فإن الخروج من البطولة يعد خيبة أمل كبيرة، لكن الفريق لديه فرصة للتعويض في المسابقات المحلية.
إن التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ليس نهاية الطريق بالنسبة لباريس سان جيرمان، بل هو بداية جديدة نحو تحقيق الأهداف الكبرى. ومع دعم الجماهير والاستمرار في تقديم الأداء القوي، يمكن للفريق الباريسي أن يكون الرقم الصعب في البطولة هذا الموسم.