الديربي الذي أشعل الدوري
في واحدة من أبرز مواجهات الموسم، التقى فريقا الأهلي والاتحاد يوم السبت، 5 أبريل 2025، ضمن الجولة السادسة والعشرين من دوري روشن السعودي للمحترفين. المباراة التي أقيمت على ملعب مليء بالجماهير الحماسية، كانت مليئة بالإثارة والمفاجآت حتى الدقيقة الأخيرة. انتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي 2-2، ليستمر الاتحاد في صدارة الترتيب بـ62 نقطة، بينما رفع الأهلي رصيده إلى 49 نقطة في المركز الخامس.
هذه المباراة لم تكن مجرد لقاء عادي، بل كانت معركة كروية حامية الوطيس بين فريقين يسعيان لتحقيق الأهداف الخاصة بهما. الاتحاد كان يهدف إلى تعزيز صدارته للدوري، بينما سعى الأهلي لتحسين مركزه والتقدم نحو المربع الذهبي. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل المباراة، الأهداف، التشكيلات، وأثر النتيجة على المنافسة في الدوري.
أحداث المباراة: إثارة لا تنتهي حتى الثواني الأخيرة
الشوط الأول: بداية حذرة ومراقبة متبادلة
بدأ الشوط الأول بحذر كبير من الفريقين، حيث حاول كل طرف قراءة تحركات الآخر دون المجازفة بالهجوم بشكل كبير. الأهلي كان الأكثر استحواذاً على الكرة، لكن الدفاع القوي للاتحاد حال دون تسجيل أي أهداف خلال هذا الشوط.
كان هناك بعض المحاولات الخجولة من الجانبين، حيث سدد رياض محرز كرة قوية من خارج منطقة الجزاء تصدى لها محمد المحاسنة حارس الاتحاد، بينما رد كريم بنزيما برأسية قريبة من القائم في الدقيقة 38. ومع ذلك، انتهى الشوط الأول دون أهداف، ليزيد من حدة الترقب حول ما سيحدث في الشوط الثاني.
الشوط الثاني: انفجار الأهداف وإثارة لا تُنسى
بدأ الشوط الثاني بمفاجأة كبيرة، حيث افتتح روجر إيبانيز التسجيل للأهلي في الدقيقة 51. جاء الهدف بعد كرة عرضية متقنة من رياض محرز، ليضع إيبانيز الكرة برأسه في شباك الاتحاد. احتفل الأهلي بهذا الهدف الذي أعطاه الأفضلية في المباراة، لكن الاتحاد لم يستسلم.
في الدقيقة 74، نجح موسى ديابي في تسجيل هدف التعادل للاتحاد بعد تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، لتستقر الكرة في الزاوية السفلية لمرمى إدوارد ميندي. هذا الهدف أعاد الأمل للاتحاد وأشعل المباراة من جديد.
واصل الأهلي ضغطه الهجومي، وفي الدقيقة 82، أضاف إيفان توني الهدف الثاني للأهلي بعد تمريرة سحرية من فرانك كيسيه. بدا أن الأهلي في طريقه لتحقيق الفوز، لكن الاتحاد كان له رأي آخر.
في الدقيقة 94، وفي الوقت بدل الضائع، ظهر نجم الاتحاد كريم بنزيما ليمنح فريقه نقطة ثمينة بتسجيله هدف التعادل الثاني. جاء الهدف بعد كرة عرضية داخل منطقة الجزاء، ليضع بنزيما الكرة برأسه في الشباك. انتهت المباراة بالتعادل 2-2، لتظل الجماهير تحت تأثير الإثارة حتى اللحظة الأخيرة.
تحليل الأداء: من كان الأفضل؟
الأهلي: هجوم قوي لكنه افتقد التركيز
قدم الأهلي أداءً جيدًا على الصعيد الهجومي، خاصة مع وجود ثلاثي خط الوسط المميز (جالينو، جابري فيجا، وفرانك كيسيه) الذين نجحوا في تزويد المهاجمين بالكرات المناسبة. رياض محرز وإيفان توني كانا نجمي الهجوم، حيث ساهما بشكل مباشر في الأهداف التي سجلها الفريق.
لكن المشكلة الرئيسية للأهلي كانت في الدفاع، حيث ظهرت بعض الثغرات التي استغلها الاتحاد بشكل جيد. إضافة إلى ذلك، بدا أن الفريق فقد تركيزه في الدقائق الأخيرة، مما سمح للاتحاد بالعودة في المباراة.
الاتحاد: صحوة متأخرة وروح قتالية
على الرغم من بداية الشوط الثاني السيئة، أظهر الاتحاد شخصية الفريق البطل. نجولو كانتي وحسام عوار قدما أداءً رائعًا في خط الوسط، حيث نجحا في استعادة الاستحواذ وبناء الهجمات. كان واضحًا أن الفريق لم يستسلم بعد تأخره في النتيجة، واعتمد على الروح القتالية للاعبين لإعادة المباراة إلى أجواء المنافسة.
كريم بنزيما كان نجم المباراة بلا شك، حيث قدم أداءً استثنائيًا سواء في تسجيل الأهداف أو في صناعة الفرص لزملائه. محمد المحاسنة، حارس الاتحاد، أنقذ مرماه من أكثر من فرصة خطيرة، وكان أحد أسباب تعادل الفريق.
تأثير النتيجة على ترتيب الدوري
بهذا التعادل، واصل الاتحاد تصدره لجدول الدوري برصيد 62 نقطة، لكنه أصبح مطالبًا بالحفاظ على أدائه العالي في المباريات المقبلة لتجنب فقدان النقاط. أما الأهلي، فرفع رصيده إلى 49 نقطة في المركز الخامس، ليصبح أمامه تحدي كبير لدخول المربع الذهبي والمنافسة على إحدى البطاقات المؤهلة للبطولات الآسيوية.
ردود الأفعال: ماذا قال المدربون واللاعبون؟
بعد المباراة، أعرب مدرب الأهلي عن رضاه بالأداء العام للفريق، لكنه أشار إلى أنهم كانوا بحاجة إلى التركيز أكثر في الدقائق الأخيرة. كما أشاد برياض محرز وإيفان توني، قائلاً: "هذا الثنائي يقدم مستويات استثنائية ويمنحنا الأمل دائمًا."
من جهة أخرى، أكد مدرب الاتحاد أن فريقه لم يستسلم رغم التأخر في النتيجة، مشيرًا إلى أن الروح القتالية للاعبين كانت السبب الرئيسي في تحقيق التعادل. وقال كريم بنزيما: "نحن فخورون بما قدمناه اليوم، وسنواصل العمل للحفاظ على صدارتنا للدوري."
أما الجماهير، فقد انقسمت بين فرحة عارمة لجماهير الاتحاد وحزن كبير لعشاق الأهلي، الذين اعتبروا هذه النقطة فرصة ضائعة لتحسين مركز الفريق.
مستقبل المنافسة: ماذا بعد هذه المباراة؟
مع استمرار الاتحاد في الصدارة، أصبحت المنافسة على اللقب أكثر إثارة، خاصة مع تقارب النقاط بين الفرق الكبيرة. الأهلي، من ناحية أخرى، يحتاج إلى تقديم عروض قوية في المباريات المتبقية إذا أراد تحقيق هدفه بالوصول إلى المربع الذهبي.